وفاة الدكتور المؤرخ القدير عبدالهادي التازي

حدث في مثل هذا اليوم 2 أبريل 2015، توفي الدكتور والمؤرخ المغربي عبد الهادي التازي عن عمر ناهز 93 سنة، بعد حياة حافلة بالعلم والدبلوماسية والبحث التاريخي العميق. وُلد التازي سنة 1921 في مدينة تازة المغربية، وتلقّى تعليمه في جامعة القرويين العريقة، ثم نال درجة الدكتوراه من جامعة الإسكندرية، ليكون أحد أبرز وجوه البحث التاريخي في العالم العربي والمغاربي.

كان عضوًا في الأكاديمية المغربية وعضوًا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، كما شغل عدة مناصب دبلوماسية، أبرزها سفير المغرب في ليبيا، حيث ترك انطباعًا قويًا بفضل لغته الرصينة وفكره الواسع وإلمامه بالتاريخ المغاربي المشترك.

تميّز الدكتور التازي بكتاباته الرصينة واهتمامه بتاريخ الأمازيغ وشمال إفريقيا، وترك إرثًا علميًا غنيًا من أبرز مؤلفاته:

  • “ليبيا من خلال رحلة الوزير الإسحاقي”: عمل يوثّق من خلال الرحلة مشاهدات مهمة عن الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية في ليبيا.

  • “المرأة في تاريخ الغرب الإسلامي”: دراسة معمقة تسلّط الضوء على دور المرأة الأمازيغية والعربية في تاريخ المغرب الكبير.

  • “القنص بالصقر بين المشرق والمغرب”: كتاب طريف في موضوعه يربط بين الثقافة والبيئة والتاريخ.

  • تحقيقه الفريد على “رحلة العبدري”، الرحالة المغربي الذي زار المشرق في القرن السابع الهجري.

  • وأهم أعماله على الإطلاق: تحقيقه الموسّع والشامل على “رحلة ابن بطوطة”، حيث بذل فيه جهدًا علميًا كبيرًا يضعه في مصاف أبرز محققي التراث العربي.

من أعماله المتميزة أيضًا:

  • تحقيق “الفريد في تقييد الشريد” لأبي القاسم الفجيجي.

  • مساهماته العلمية في “المعلمة المغربية”، الموسوعة الوطنية الكبرى التي ساهم فيها بعدة مقالات دقيقة وموثقة.

  • كما قام بترجمة أعمال مهمة منها: “حقائق عن الشمال الإفريقي” للجنرال دولاتور، وهي ترجمة نقدية غنية بالهوامش والتحليل.

يُعد عبد الهادي التازي أحد أعلام المدرسة المغربية في البحث التاريخي، جمع بين التحقيق الأكاديمي، والاهتمام بالتاريخ المحلي، والرؤية الواسعة لتاريخ الحضارات. رحل التازي، لكنه ترك كتبًا ومصادر ستظل مرجعًا للأجيال القادمة من الباحثين والمهتمين بتاريخ المغرب الكبير وشعوبه.
رحمه الله وأحسن مثواه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *