حدث في مثل هذا اليوم 25 مايو 1958 وُلد القائد الأمازيغي الميداني سعيد گوجيل في مدينة جادو بجبل نفوسة، وهو أحد أبرز الأسماء التي لمع نجمها خلال ثورة 17 فبراير في ليبيا. وُلد في أسرة أمازيغية وعُرف منذ شبابه بالانضباط والصرامة، ما أهله للالتحاق بالسلك العسكري قبل اندلاع الثورة، لكنه سرعان ما تخلى عن المؤسسة العسكرية وانضمّ بكل قواه إلى صفوف الثوار، واضعًا خبرته وتنظيمه في خدمة انتفاضة الشعب.
اشتهر سعيد گوجيل بشجاعته وحنكته القيادية، وكان حاضرًا دائمًا في الصفوف الأمامية، لا يهاب الخطر، ولا يتردد في اتخاذ القرار الحاسم. وبفضل هذه الصفات، أصبح أحد القادة الميدانيين البارزين في معركة تحرير طرابلس، وكان من العناصر الحاسمة التي ساهمت في نجاحها.
وفي سنة 2012، أسّس مع ثلة من رفاقه “القوة الوطنية المتحركة”، وهي قوة خاصة للتدخل السريع في النزاعات المسلحة التي قد تقع في المنطقة الغربية، وشاركت فيها 17 بلدية أغلبها ذات غالبية أمازيغية. تولى گوجيل قيادتها، وحمل لقب العقيد لاحقًا، وقد عرف بقيادته المتوازنة التي جمعت بين الانضباط العسكري والبعد الوطني.
لم يقتصر دوره على الميدان العسكري، بل ساهم أيضًا في دعم الإعلام الأمازيغي، فقد قدّم مساهمة مالية كبيرة لقناة إبرارن، وسلّم بنفسه شيكًا لدعمها، مما دل على إيمانه بدور الإعلام في الحفاظ على الهوية وتنوير الرأي العام. ويُشهد له بالشّهامة، وحسن الخلق، والإصغاء للناس، مع مكانة رفيعة بين من عرفوه من مقاتلين ومدنيين.
سعيد گوجيل ليس مجرد قائد ميداني، بل هو رمز للتضحية والانضباط والوفاء، وشخصية تركت أثرًا لا يُمحى في مسار النضال الأمازيغي والوطني في ليبيا.