وفاة المؤرخ الجزائري عيسى حمّو النّوري

حدث في مثل هذا اليوم 27 أبريل 1990: فقدت الجزائر واحدًا من أعلامها الثقافيين والمجاهدين، بوفاة الشيخ حمو بن محمد عيسى النوري، المؤرخ والشاعر والمناضل، عن عمر ناهز 77 سنة.

نبذة عن حياته:

  • وُلد الشيخ حمو سنة 1913 في تغردايت بمنطقة آيت بنور، قلب وادي ميزاب المعروف بثرائه الثقافي والديني العريق.

  • انخرط منذ شبابه في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي كان لها دور محوري في النهضة الفكرية ومحاربة الجهل والاستعمار الثقافي.

نضاله ومساهماته:

  • انخرط في صفوف جيش التحرير الوطني أثناء ثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، مقاتلًا بالكلمة والسلاح من أجل حرية بلاده.

  • بعد الاستقلال، مارس مهنة التعليم، مُساهمًا في بناء جيل جديد واعٍ بثقافته وتاريخه.

  • يُعد أحد مؤسسي الحركة الثقافية بمزاب، وساهم في تنشيط الوعي الثقافي والحفاظ على الهوية الميزابية الأمازيغية ضمن النسيج الوطني الجزائري.

أبرز مؤلفاته:

  • يعتبر كتابه الشهير “دور الميزابيين في تاريخ الجزائر” بمجلداته الأربعة مرجعًا أساسيا لكل الباحثين في تاريخ الجزائر، خاصة في ما يتعلق بدور وادي ميزاب ورجالاته في الدفاع عن الهوية الوطنية والعقيدة الإباضية.

  • تميز أسلوبه بالتوثيق الدقيق واللغة الرصينة، ما جعل من أعماله مصدرًا موثوقًا ومهمًا في الأوساط الأكاديمية.

إرثه:

جمع الشيخ حمو بين التاريخ والمقاومة والتعليم والشعر، وشكّل جسرًا بين الماضي والحاضر، حيث لم يقتصر على التوثيق، بل كان فاعلًا في صنع الأحداث التي وثقها لاحقًا.

خلاصة:

رحل الشيخ حمو بن محمد عيسى النوري يوم 27 أبريل 1990، لكنه ترك وراءه إرثًا علميًا ونضاليًا خالدًا، يستمر في إلهام الأجيال الجديدة للحفاظ على التاريخ والثقافة والهوية الوطنية.
يُعد اليوم من محطات التأمل في قيمة المثقف المقاوم الذي جمع بين القلم والسلاح، وبين التاريخ والنضال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *