حدث في مثل هذا اليوم 7 أبريل 1854، قادت فاطمة ن سومر، المعروفة بلقبها الشهير “لالّا فاضمة”، انتصارًا تاريخيًا على الجيش الفرنسي في معركة أسيف ن سيباو (وادي سيباو)، بمنطقة القبائل الكبرى، في واحدة من أروع صور الجهاد النسائي والمقاومة الشعبية الأمازيغية ضد الاحتلال الفرنسي.
خلفية المعركة:
جاء الهجوم الفرنسي في إطار حملة جديدة للسيطرة على مرتفعات القبائل، غير أن لالّا فاضمة، التي كانت قد أسست شبكة مقاومة من المجاهدين والمجاهدات، واجهت هذا التقدم بجيشٍ من الرجال والنساء، في تحالف بطولي مع المجاهد الكبير محمد بن الأمجد بن عبد المالك المعروف بـبوبغلة، الذي سيتكرر ذكره لاحقًا في معارك أخرى.
نتائج المعركة:
-
تكبدت القوات الفرنسية هزيمة مريرة، رغم تفوقها في العدة والعتاد.
-
كان للحس الديني والزوايا والمدارس القرآنية دور محوري في تعبئة الناس ودعم المقاومة.
-
احتفلت منطقة القبائل بهذا النصر الكبير، وردّدت المدائح والأشعار في الزوايا والمساجد تمجيدًا لشجاعة لالّا فاضمة ومقاوميها.
دلالات النصر:
لم يكن هذا الانتصار فقط عسكريًا، بل كان أيضًا رمزيًا وروحيًا، إذ أكد على أن المرأة الأمازيغية قادرة على حمل السلاح وقيادة الرجال في معركة الدفاع عن الأرض والعقيدة.
ما بعد المعركة:
لم ينسَ الاستعمار هذه الهزيمة، وسيعيد الكرة بعد ثلاث سنوات، لكن لالّا فاضمة وبوبغلة سيواصلان المقاومة، وسنأتي لاحقًا على تفاصيل تلك المواجهات.
يُخلَّد 7 أبريل كيوم سطّرت فيه فاطمة ن سومر اسمها بأحرف من نور في سجل المقاومة الجزائرية، لتظل رمزًا للشجاعة والبطولة النسائية في التاريخ الأمازيغي والإسلامي.