حدث في مثل هذا اليوم 7 مارس 238م، اندلعت ثورة في إفريقيا الشمالية ضد حكم الإمبراطور الروماني ماكسيمينوس ثراكس، حيث قام الرومان المحليون بانتخاب جورديان الأول حاكمًا لهم. كانت هذه الثورة جزءًا من سلسلة الاضطرابات التي شهدتها المقاطعات الرومانية، والتي جاءت نتيجة الهزائم المتكررة لماكسيمينوس ثراكس أمام المقاومين الأمازيغ، مما دفع حتى جنده إلى التمرد عليه وقتله.
الخلفية التاريخية للثورة
- خلال حكم ماكسيمينوس ثراكس (235-238م)، عانت إفريقيا الرومانية من القمع والضرائب الباهظة، مما أدى إلى سخط السكان المحليين، خاصة في ظل استمرار الثورات الأمازيغية ضد السيطرة الرومانية.
- لم يكن الأمازيغ فقط من قاوموا، بل حتى المستوطنون الرومان في المنطقة رأوا ضعفه وعجزه عن فرض السيطرة بعد الهزائم التي تعرض لها، فثاروا عليه واختاروا جورديان الأول حاكمًا.
جورديان الأول: الحاكم والإصلاحي
- بعد توليه السلطة، حاول جورديان الأول إخماد التمردات ليس بالقوة وحدها، بل أيضًا بالإصلاحات والمشاريع العمرانية، حيث سعى إلى:
- تحسين الأوضاع الاقتصادية في المقاطعات الإفريقية.
- إطلاق مشاريع عمرانية ضخمة لا تزال آثارها باقية حتى اليوم.
إرث جورديان الأول في العمارة
كان جورديان الأول من أهم حكام إفريقيا الرومانية في مجال التشييد والبناء، ومن أبرز معالمه:
- قصر الجم: أحد أكبر القصور الرومانية التي ما زالت قائمة في تونس.
- مسرح ولاية المهدية: وهو معلم روماني تاريخي يعكس الطراز المعماري الروماني المتطور في شمال إفريقيا.
نهاية حكمه وتأثيره
لم يدم حكم جورديان الأول طويلًا، إذ سرعان ما واجه تحديات سياسية داخلية انتهت بانتحاره بعد أشهر قليلة من توليه الحكم، لكن مشاريعه العمرانية والإصلاحية ظلت جزءًا مهمًا من الإرث الروماني في شمال إفريقيا، وشاهدة على فترة من الاضطرابات التي كانت إفريقيا الشمالية جزءًا أساسيًا منها.
تظل ثورة 7 مارس 238م حدثًا بارزًا في تاريخ المنطقة، حيث تعكس دور المقاومة الأمازيغية في زعزعة الحكم الروماني، ومدى تأثير إفريقيا الشمالية في السياسة الإمبراطورية الرومانية.