ولادة اللاعب نبيل غيلاس

حدث في مثل هذا اليوم 20 أبريل 1990، وُلد اللاعب الأمازيغي المحترف نبيل غيلاس في مدينة مارسيليا الفرنسية، من أبوين أمازيغيين ينحدران من مدينة بڨايت (بجاية) في منطقة القبائل الجزائرية، ليُصبح لاحقًا أحد الأسماء البارزة في عالم كرة القدم الاحترافية، وخصوصًا ضمن الكرة البرتغالية والمنتخب الجزائري.

النشأة والبدايات

  • نشأ نبيل غيلاس في أحياء مارسيليا، وسط عائلة أمازيغية مرتبطة بثقافتها وهويتها.

  • بدأ مسيرته الكروية مع نادي سانت مرسل المحلي، حيث أظهر موهبة لافتة وشغفًا حقيقيًا بكرة القدم.

  • تخرّج لاحقًا من أكاديمية نادي كاسي كارنو، ومنها بدأ أولى خطواته نحو الاحتراف.

المسيرة الاحترافية

  • لمع نجمه في الدوري البرتغالي، حيث لعب في عدة أندية من بينها:

    • نادي گازينتابسبور التركي

    • ثم انتقل إلى نادي بورتو البرتغالي، أحد أكبر الأندية الأوروبية، حيث تألق في مركز الهجوم.

  • تميّز بأسلوب لعبه القوي، وتحكمه الجيد بالكرة، وقدرته على اختراق الدفاعات وتسجيل الأهداف الحاسمة.

المشاركة الدولية

  • استُدعي للعب مع المنتخب الوطني الجزائري، وشارك في مباراة ودية ضد منتخب بنين، حيث ساهم في إحراز الهدف الأول لصالح الجزائر.

  • شكّلت مشاركته لحظة فخر واعتزاز لأمازيغ الجزائر، الذين رأوا فيه نموذجًا للشاب الذي يحمل الراية الرياضية بهويته الأمازيغية الأصيلة.

في الختام

نبيل غيلاس هو مثال للاعب الذي لم ينسَ جذوره الأمازيغية رغم نشأته في المهجر، وساهم في رفع اسم الجزائر وتامازغا على الساحة الكروية الدولية.
ولا تزال جماهير بجاية وكل أمازيغ الجزائر يتابعون مسيرته بكل فخر واعتزاز.

منع محاضرة مولود معمري

حدث في مثل هذا اليوم 20 أبريل 1980، اندلعت شرارة “الربيع الأمازيغي” في مدينة تيزي وزو بمنطقة القبائل، بعد **قيام السلطات الجزائرية، بإيعاز من الحكومة العروبية، بمنع محاضرة كان من المزمع أن يلقيها الأستاذ الكبير مولود معمري حول الشعر الأمازيغي القديم، كانت مبرمجة أصلاً ليوم 10 مارس 1980.
وقد اعتُبر هذا المنع استفزازًا مباشرًا واعتداءً صريحًا على الثقافة والهوية الأمازيغية، ما فجّر غضبًا واسعًا في الأوساط الطلابية والثقافية.

خلفية الحدث

  • كان المفكر والباحث مولود معمري، أحد أبرز أعلام الفكر الأمازيغي في الجزائر، يعتزم إلقاء محاضرة علمية حول الشعر الأمازيغي القديم في جامعة تيزي وزو.

  • فوجئ المنظمون والطلبة بإلغاء المحاضرة بشكل تعسفي بأمر من السلطات، دون تبرير رسمي، مما اعتُبر إهانة للثقافة الأمازيغية، وتكريسًا لسياسات التعريب القسري والتهميش الممنهج.

من المحاضرة إلى الانتفاضة

  • أدى المنع إلى احتقان غير مسبوق في الجامعة، حيث تحصن الطلبة في ساحتها وأعلنوا الاعتصام لأكثر من أسبوعين.

  • تصاعدت التوترات واندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الأمن، أسفرت عن:

    • استشهاد 23 شابًا أمازيغيًا

    • إصابة واعتقال المئات

  • ورغم القمع، فإن الاحتجاجات امتدت إلى كل مدن القبائل الكبرى، وشكلت بداية الوعي الشعبي المنظم بالقضية الأمازيغية في الجزائر المستقلة.

رمزية 20 أبريل

  • تحوّل 20 أبريل منذ ذلك الحين إلى تاريخ رمزي يُحييه الأمازيغ كل عام في كامل تامازغا والشتات.

  • يُعرف هذا اليوم اليوم بـ**”ⵜⴰⴼⵙⵓⵜ ⵉⵎⴰⵣⵉⵖⵏ” (تافسوت ن ئمازيغن)** أو “الربيع الأمازيغي”.

  • أصبح رمزًا لـ:

    • الهوية والثقافة واللغة

    • الكرامة في وجه الطمس

    • النضال السلمي ضد الأنظمة القومية المتعصبة

إرث مولود معمري

  • رغم المنع، فإن مولود معمري ظلّ رمزًا للعلم والاعتزاز بالهوية الأمازيغية.

  • شكّلت محاضرته الممنوعة نقطة تحول تاريخية، وخلّدت اسمه في الذاكرة الشعبية كأبٍ روحي للوعي الثقافي الأمازيغي الحديث.

الختام

إن 20 أبريل 1980 لم يكن مجرد احتجاج جامعي، بل كان ولادة صرخة شعب قرر أن يستعيد لغته وثقافته وهويته من براثن التذويب.
وما تزال أرواح الشهداء الـ23 تذكّرنا أن الكرامة لا تُمنح، بل تُنتزع، وأن تامازغا ستبقى حيّة بكل أبنائها، رغم التهميش، ورغم القمع، ورغم الجراح.

وفاة الشاب ماسينيسا قرماح

حدث في مثل هذا اليوم 20 أبريل 2001، استشهد الشاب الأمازيغي ماسينيسا قرماح، ابن بلدة آث دوالا بتيزي وزو، وهو لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، بعد أن تعرّض لاعتقال تعسفي في 18 أبريل، وتم إطلاق الرصاص عليه داخل مركز الدرك الوطني، لتُعلن وفاته بعد يومين فقط، متأثرًا بعيارات نارية قاتلة، دون أي محاكمة، ودون ذنب سوى انتمائه الأمازيغي، ومطالبته بالكرامة في وطنه.

الشرارة التي أحرقت الصمت

  • مثّلت وفاة ماسينيسا قرماح الشرارة الكبرى التي فجّرت ما عُرف لاحقًا بـ”الربيع الأسود” أو “الربيع الأمازيغي الثاني”.

  • خرجت موجة غضب عارمة اجتاحت كل منطقة القبائل، وتوسعت لتشمل الجزائر العميقة بكل ثقلها الأمازيغي والشعبي.

  • كانت البداية باستقالة سعيد سعدي من البرلمان، احتجاجًا على الجريمة، لكنها لم تكن سوى البداية.

الربيع الأسود: غضب مليون إنسان

  • شهدت البلاد أكبر مظاهرات في تاريخ الجزائر بعد الاستقلال، حيث يُقدّر أن نحو مليون متظاهر خرجوا إلى الشوارع، في زحف شعبي غير مسبوق ضد التهميش، والقمع، وسياسات التعريب القسري.

  • رفع المتظاهرون شعارات الحرية، الكرامة، الاعتراف بالهوية الأمازيغية، ورفض التسلط العروبي القومي المفروض بالقوة.

رد الدولة: القمع ثم الالتفاف

  • واجهت السلطات هذه المظاهرات بـآلة قمع دموية، حيث سقط:

    • 129 شهيدًا

    • وأكثر من 5000 جريح

    • واعتقالات تعسفية واسعة.

  • ومع اشتداد الضغط الشعبي والإعلامي والحقوقي، بدأت الدولة في التراجع التكتيكي والالتفاف السياسي:

    • اعتراف نسبي باللغة الأمازيغية.

    • تأسيس محافظة سامية للأمازيغية.

    • إدماج الأمازيغية في التعليم بشكل محدود.

  • لكنها ظلت تراوغ في تنفيذ المطالب الجوهرية، مثل الدسترة الجادة، والاعتراف السياسي بهوية تامازغا، والمحاسبة العادلة لمرتكبي الجرائم.

ماسينيسا قرماح: من طالب إلى رمز

  • كان ماسينيسا شابًا عاديًا من عامة الشعب، يحلم بحياة كريمة، متساوية، خالية من العنصرية والإقصاء.

  • لم يكن قائدًا سياسيا، ولا ناشطًا حزبيًا، لكنه تحول إلى أيقونة النضال الأمازيغي الحديث.

  • رُفعت صورته في كل الساحات، وتحوّلت ذكراه إلى ضمير حي في وجدان كل أمازيغي حر.

في الختام

ماسينيسا قرماح لم يكن مجرد ضحية، بل مفجّر عهد جديد في الوعي الأمازيغي، ومصدر إلهام لأجيال لم تعد تقبل بالطمس ولا بالتهميش ولا بالكذب الرسمي.
كل 20 أبريل نُجدد العهد مع روحه، ومع كل الشهداء الذين سقطوا ليُثبتوا أن تامازغا لن تموت… وأن هوية الأرض أقوى من أي سلطة قمعية عابرة.

إختفاء بوجمعة الهباز

حدث في مثل هذا اليوم 19 أبريل 1981، اختفى الأكاديمي واللساني الأمازيغي بوجمعة الهباز في ظروف غامضة ومقلقة لم يُفصح عنها رسميًا إلى يومنا هذا، في واحدة من أكثر حالات الاختفاء غموضًا في تاريخ النضال الثقافي الأمازيغي بالمغرب، وظل اسمه منذ ذلك الحين مرادفًا للصمت الممنهج والإقصاء المقصود.

النشأة والمسار الأكاديمي

  • وُلد بوجمعة الهباز سنة 1943 في قرية بوتازولت قرب منجم إيميني في نواحي ورزازات.

  • بدأ دراسته في التعليم الابتدائي والثانوي بـثانوية محمد الخامس بمراكش.

  • التحق بـمدرسة تكوين المعلمين سنة 1961 وتخرج معلمًا للغة الفرنسية، ليُعيّن في منطقة إيمي نتانوت.

من التعليم إلى البحث الأكاديمي

  • في سنة 1965، التحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، حيث حصل على الإجازة في اللغة الفرنسية.

  • التحق سنة 1973 بـجامعة السوربون بفرنسا، ضمن بعثات المغرب العلمية، وهناك أنجز أطروحته في اللسانيات العامة والتطبيقية تحت إشراف الباحثة الفرنسية دونيز فرانسوا.

  • تناولت أطروحته موضوعًا دقيقًا ومبكرًا في مجال اللسانيات الأمازيغية بعنوان:
    “مقولة الجهة في الأمازيغية: تاشلحيت، منطقة إيميني – مراكش – ورزازات”، مما يجعله من أوائل الباحثين المغاربة الذين تناولوا الأمازيغية من زاوية لسانية علمية خالصة.

العودة إلى المغرب والانخراط في النضال

  • عاد إلى المغرب سنة 1980، وانخرط في جمعية البحث والتبادل الثقافي (AREC)، والتي كانت إحدى واجهات النضال الأمازيغي في مرحلة التأسيس.

  • شارك في الجامعة الصيفية بأكادير صيف 1980، التي كانت من أهم اللحظات الحاسمة في بروز الوعي الأمازيغي المنظم، حيث أبدى مواقف فكرية حادة وجريئة، ونظرة سوسيولوجية ثاقبة حول اللغة والثقافة والهوية.

اختفاؤه الغامض

  • اختفى بوجمعة الهباز فجأة في 19 أبريل 1981، بعد أقل من عام من نشاطه العلني، ولم يُعرف مصيره منذ ذلك الحين.

  • رغم ورود اسمه ضمن ملفات لجنة الإنصاف والمصالحة، إلا أن الملف لم يُكشف عنه علنًا، ولم تُعرف أية تفاصيل عن ملابسات اختفائه أو الجهات المسؤولة عنه.

  • يُعتقد أن آرائه التقدمية وتحليلاته العميقة لهوية المجتمع المغربي وربما رفضه للتبعية الفكرية والهوياتية قد جعلته هدفًا للإقصاء أو التصفية.

في الختام

يُعد بوجمعة الهباز أحد العقول المبكرة والمضيئة في تاريخ اللسانيات الأمازيغية، ورمزًا من رموز المثقفين المنسيين الذين دفعوا ثمن أفكارهم في زمن الصمت والتضييق.
واختفاؤه هو وصمة عار لا تزال معلقة على ضمير كل من سكت عن قضيته، وهو اليوم يُمثل أحد الوجوه التي يجب أن تُستعاد ضمن ذاكرة العدالة والكرامة الأمازيغية.

الحرية للحقيقة… والخلود لبوجمعة الهباز، الأكاديمي الذي لم يُكمل معركته، لكن صوته لا يزال يتردد في كل باحث حر.

وفاة الفقيه عبدالرحمن بن محمد بن قاسم الاخضري البوصيري

حدث في مثل هذا اليوم 19 أبريل 1935، توفي الفقيه والعالم المتصوف الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم الأخضري البوصيري، أحد أعلام مدينة غدامس، وواحد من أبرز علماء الجنوب الليبي في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وقد خلّف أثرًا علميًا وروحيًا بارزًا في مجاله، جمع فيه بين الفقه، التصوف، القضاء، والتأليف.

النشأة والتعليم

  • وُلد الشيخ عبد الرحمن الأخضري البوصيري سنة 1842 بمدينة غدامس، وهي المدينة المعروفة عبر التاريخ بالعلم، وحفظ القرآن، وتعدد الزوايا العلمية.

  • حفظ القرآن الكريم مبكرًا، وتلقى علومه على يد شيوخ المدينة الكبار، ولازمهم حتى نال شهادة الثقة العلمية، ليُصبح من أبرز فقهاء عصره في المذهب المالكي.

القضاء والإصلاح

  • تولى القضاء في الزاوية الغربية ثم في النواحي الأربعة التابعة لغدامس، وكان مرجعًا علميًا ودينيًا معروفًا على مستوى المنطقة.

  • عُرف بـنزاهته وعلو همته، مما جعل منه ملجأً للفصل في النزاعات، ومصدرًا للفتوى والتوجيه الروحي.

  • استمر في عمله القضائي والعلمي حتى خلال فترة الاحتلال الإيطالي، بالرغم من المضايقات المتكررة من سلطات الاستعمار، إلا أنه ظلّ ثابتًا على نهجه الإصلاحي والديني، مما أكسبه احترامًا واسعًا بين الناس.

مكتبته ومكانته العلمية

  • يُقال إنه كان يمتلك في عصره أكبر مكتبة مخطوطات في غدامس، وهي مكتبة كانت تحوي نفائس كتب الفقه، الحديث، النحو، البلاغة، والتصوف.

  • تُعد مكتبته اليوم، إن تم استرجاعها أو ما بقي منها، كنزًا تراثيًا وعلميًا فريدًا في تاريخ ليبيا.

مؤلفاته

ألّف الشيخ عبد الرحمن البوصيري عدة كتب في المذهب المالكي وعلوم الحديث، ومن أشهرها:

  1. فاكهة اللب المصون على الجوهر المكنون – شرح متين وعلمي على نظم بلاغي.

  2. الدرر المجنية في حديث خير البرية – جمع وتحقيق لعدد من الأحاديث النبوية مع تعليقات فقهية.

  3. الجواهر الزكية في حديث خير البرية – أحد كتبه المشهورة في الحديث والشرح.

آل البوصيري في غدامس

  • ينتمي الشيخ إلى عائلة البوصيري، وهي عائلة علمية كبيرة ومشهورة في غدامس، خرج منها علماء، قضاة، ومصلحون.

  • وسوف نأتي لاحقًا على ذكر أحد أبنائها البارزين أيضًا، وهو البوصيري الآخر، صاحب أول جريدة وطنية ليبية.

الختام

رحم الله الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم الأخضري البوصيري، فقد كان نموذجًا نادرًا للعالم العامل، والمصلح الثابت على المبادئ، والمدافع عن قيم العلم والعدل والتصوف النقي.
ولا تزال غدامس تحتفظ بذكراه، شاهدة على زمن كان فيه العلم مرجعًا، والقضاء أمانة، والتصوف سموًا روحيًا لا خرافة فيه.

سيف الإسلام القذافي إحتفلوا بالأمازيغية

حدث في مثل هذا اليوم 19 أبريل 2006، ألقى سيف الإسلام القذافي خطابًا مثيرًا للجدل أمام ما عُرف لاحقًا بـ**”الروابط الشبابية”**، دعا فيه الحضور إلى أن “يحتفلوا بالأمازيغية، ويتغنوا بها، ويتعلموها، ويحافظوا عليها”، مؤكدًا أن “لا شيء في القانون يمنع ذلك”. وقد اعتُبر هذا الخطاب حينها تحولًا لافتًا في خطاب النظام الليبي تجاه الأمازيغية، التي كانت لسنوات طويلة تُعامل بالتهميش والإنكار التام.

قراءات متباينة للخطاب

  • اعتبر البعض أن الخطاب إشارة إلى انفتاح حذر من النظام على القضية الأمازيغية، ربما مدفوعًا بالتحولات الإقليمية والدولية، ومحاولات تجميل صورة الدولة أمام الخارج.

  • في المقابل، رأى كثيرون أن الأمر لا يعدو أن يكون فخًا استخباراتيًا، هدفه كشف شبكات النشطاء الأمازيغ، وجمع المعلومات عنهم، خصوصًا أن الخطاب تزامن مع تصعيد في القمع الخفي واعتقالات لاحقة في مناطق جبل نفوسة وزوارة.

الخطاب السابق في يفرن

  • سبق هذا الخطاب زيارة سيف الإسلام القذافي لمدينة يفرن يوم 28 أغسطس 2005، حيث ألقى خطابًا مشابهًا حاول فيه التقرب من الأهالي واللعب على وتر الهوية المحلية.

  • للأسف، انجرف عدد من المتصدرين للمشهد آنذاك إلى التطبيل المفرط، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى:

    • اقتراح تسمية “ميدان يفرن” بـ”ميدان سيف القذافي”.

    • واقترح آخرون أن يكون “يوم زيارة سيف” عيدًا سنويًا للاحتفال المحلي.

موقف تاوالت والمجتمع الأمازيغي الحقيقي

  • تناول موقع تاوالت هذه الأحداث في حينها بمقالات تحليلية نقدية قوية، محذرًا من التوظيف السياسي المشبوه لهذا “الانفتاح الكاذب”.

  • وقد أدت تلك الخطابات إلى انكشاف ما عُرف لاحقًا بـ”الأمازيغ الخضر”، وهم ثلة من الوجوه التي تبنّت خطاب النظام وتورطت في تمجيد رموزه.

  • مع ثورة 17 فبراير 2011، انفضح دور بعض هذه الشخصيات، ورغم أن بعضهم وصل إلى مناصب عليا في “ليبيا الجديدة”، إلا أن المجتمع الأمازيغي لم ينسَ مواقفهم الانتهازية، ولا يزال يعتبرهم رموزًا للتطبيع مع التهميش والخذلان التاريخي.

في الختام

خطاب 19 أبريل 2006 لم يكن مجرد تصريح عابر، بل كان مرآة مكشوفة لأسلوب النظام في المراوغة والاحتواء والضرب من الداخل.
وقد أثبتت الأيام أن القضية الأمازيغية لا يُدافع عنها بالتصريحات المرتجلة، بل بالمواقف الصلبة والعمل الميداني، والثبات على المبدأ في وجه السلطة، لا بجانبها.

مؤتمر باندونغ

حدث في مثل هذا اليوم 18 أبريل 1955، شارك القائد والمناضل الأمازيغي الحسين آيت أحمد في مؤتمر باندونغ التاريخي، الذي عُقد في إندونيسيا، وضم 29 دولة إفريقية وآسيوية مستقلة آنذاك.
ورغم أن الجزائر لم تكن قد نالت استقلالها بعد، فقد تم استدعاء آيت أحمد كضيف شرف، نظراً لمكانته الدولية وصيته الثوري، ليمثل قضية الجزائر العادلة أمام زعماء العالم الثالث.

مؤتمر باندونغ ونشأة حركة عدم الانحياز

  • كان المؤتمر أول اجتماع دولي من نوعه يضم دولًا إفريقية وآسيوية خارجة من نير الاستعمار.

  • حضره زعماء كبار مثل جمال عبد الناصر، وجوزيف بروز تيتو، وجواهر لال نهرو، وتشو إن لاي.

  • اعتُبر هذا المؤتمر النواة الأولى لما سيُعرف لاحقًا بحركة عدم الانحياز، التي تأسست رسميًا سنة 1961.

خطاب آيت أحمد ودوره في المؤتمر

  • ألقى آيت أحمد خطابًا قويًا ومؤثرًا عرض فيه واقع الاستعمار الفرنسي في الجزائر، وبيّن حجم المعاناة التي تعيشها البلاد تحت الاحتلال، مطالبًا بدعم الثورة الجزائرية والاعتراف بشرعيتها.

  • كان لخطابه وقع كبير بين الزعماء الحاضرين، وأعقب ذلك دعم شبه جماعي لقضية الجزائر من قبل الدول المشاركة.

التأثيرات السياسية والفكرية

  • خلال المؤتمر، نسج آيت أحمد علاقات وثيقة مع عدد من القادة والزعماء، مما ساهم في توسيع شبكة الدعم السياسي والدبلوماسي للثورة الجزائرية.

  • تأثر آيت أحمد بما شاهده من تجارب سياسية مختلفة ومفاهيم حديثة في القانون الدولي وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى ما دار من نقاشات حول:

    • النزاعات الدولية الكبرى، خاصة الصراع الأمريكي السوفييتي.

    • دور الدول المستقلة في بناء نظام عالمي جديد بعيد عن التبعية.

في الختام

تُعد مشاركة الحسين آيت أحمد في مؤتمر باندونغ سنة 1955 محطة فارقة في الدبلوماسية الجزائرية قبل الاستقلال، حيث تمكن من إيصال صوت شعبه إلى محافل دولية كبرى رغم الاحتلال، ومهّد بذلك لكسب تعاطف عالمي مع الثورة الجزائرية.
كما رسّخت هذه التجربة لديه رؤية سياسية وإنسانية عميقة، سترافقه لاحقًا في مسيرته كمفكر وحقوقي ومناضل من الطراز الأول في تاريخ الجزائر وأمازيغها.

يسعد ربراب في قائمة 10 أغنى أغنياء

حدث في مثل هذا اليوم 17 أبريل 2002، أدرجت مجلة “مال وأعمال” (Business & Finance) رجل الأعمال الأمازيغي يسعد ربراب ضمن قائمة أغنى 10 رجال أعمال في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، في اعتراف دولي بمسيرته الحافلة، وبأنه أحد أبرز من بدأوا من الصفر ليبلغوا قمة عالم المال والأعمال في المنطقة.

النشأة والبدايات

  • وُلد يسعد ربراب سنة 1945 في قرية تقمونت عزوز، على بعد نحو 20 كيلومترًا من مدينة تيزي وزو في منطقة القبائل الكبرى.

  • نشأ في أسرة متواضعة، وكان والده وأخوه الأكبر من المجاهدين في حرب التحرير الجزائرية.

  • عُرف منذ صغره بحبه للتعلم والطموح، حيث درس المحاسبة وتخرج سنة 1971، ثم أسس أول مكتب محاسبة خاص به سنة 1975.

الإنطلاقة الأولى ثم الكارثة

  • عُرض عليه سنة 1988 المشاركة في تأسيس شركة تسييل الحديد، وكانت تلك بداية انطلاقته الصناعية الكبرى.

  • بحلول 1992، كانت شركته تُقدر بـ300 مليون دولار، لكن ما لبث أن تعرّض لحادث مدبر، حيث أُحرق مصنعه بالكامل، ما أجبره على ترك الجزائر بسبب تهديدات إرهابية، وإن كان البعض يعتقد أن الاستهداف جاء من خصومه داخل دواليب الدولة وأجهزة الاستخبارات.

العودة من الصفر والانطلاقة من جديد

  • غادر إلى فرنسا، وهناك بدأ من الصفر، فأسّس شركة صغيرة لبيع اللحم الحلال، مستعينًا بقرض من صديق مقرب.

  • خلال سنوات قليلة، امتدت سلسلة محلاته إلى مئات الفروع في أنحاء فرنسا.

  • بعد النجاح اللافت، دخل في مشاريع كبرى شملت:

    • صناعة الحديد والفولاذ

    • استيراد المواد الغذائية

    • التجهيزات الإلكترونية

    • الاتصالات

    • الجامعات الخاصة

مجموعة سيفيتال وامتلاك ثروته

  • أصبح ربراب مؤسسًا ورئيسًا لمجموعة “سيفيتال”، إحدى أكبر المجموعات الصناعية الخاصة في الجزائر.

  • يُعد الممثل الحصري في الجزائر لشركات كبرى مثل سامسونغ وهيونداي.

  • وهو أيضًا صاحب إحدى أهم الجامعات الخاصة في الجزائر.

ثروته الحالية

  • تُقدّر ثروته حاليًا بـ5.7 مليار دولار أمريكي، مما يجعله:

    • أغنى رجل في الجزائر

    • وأحد أغنى رجال الأعمال في إفريقيا

الختام

يسعد ربراب هو نموذج حيّ على الصبر والإصرار والعمل الدؤوب، رجل لم تصنعه الامتيازات ولا الولاءات، بل بنى نجاحه من العدم.
وقد أصبح رمزًا لرجل الأعمال الأمازيغي العصامي، وواحدًا من أبرز القصص الاقتصادية في العالم العربي والإفريقي، رغم ما تعرض له من عراقيل وتضييقات في مسيرته الطويلة.

نوري بوسهمين

حدث في مثل هذا اليوم 17 أبريل 2014، ظهر رئيس المؤتمر الوطني العام في ليبيا، السيد نوري بوسهمين، في فيديو مشبوه اتُّهم فيه بسلوك غير لائق، وُصف لاحقًا بأنه مفبرك ومُعدّ لغرض الابتزاز السياسي، في سياق فوضوي كانت تمر به ليبيا، حيث تغلغلت أيادي الميليشيات في مفاصل الدولة، وانهارت مؤسساتها أمام سطوة السلاح والتوظيف الإعلامي الممنهج لتشويه الخصوم.

لاحقًا، تداولت وسائل التواصل صورة أكثر إهانة، ظهر فيها السيد بوسهمين يتوسل لأحد قادة المليشيات، في مشهد مؤلم يكشف مدى هشاشة الدولة الليبية بعد الثورة، وانهيار السيادة أمام السلاح والولاءات الفصائلية.

نوري بوسهمين: أول رئيس وزراء أمازيغي في ليبيا الحديثة

  • وُلد سنة 1956 في مدينة زوارة.

  • درس القانون بجامعة قاريونس، وعُرف بين من زامله بـأخلاقه العالية وتعامله الطيب، خاصة في فترة عمله الأكاديمي والإداري.

  • يُعد أول أمازيغي يتقلد منصب رئيس دولة بشكل فعلي في تاريخ ليبيا الحديث، بعد أن تولى رئاسة المؤتمر الوطني العام، الذي كان يُعتبر أعلى سلطة تشريعية وتنفيذية في البلاد بعد الثورة.

مواقفه من القضية الأمازيغية

  • انتُخب عن مدينة زوارة بوعود واضحة لدعم القضية الأمازيغية، إلا أن الواقع أثبت عكس ذلك، إذ وصفه المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا، في بيانات رسمية، بأنه من أكبر معرقلي الاعتراف الرسمي بالحقوق الأمازيغية، رغم خلفيته.

  • لكن يُسجّل له أنه ساهم في تمرير قانون 18، الذي يقضي بـإلزامية تدريس اللغة الأمازيغية في المناطق الناطقة بها، وكان ذلك بالتعاون مع:

    • الدكتور عبدالعزيز شلغم

    • والباحث مادغيس أومادي

  • القانون نفسه احتوى على ثغرات قانونية، لم تُستغل بعد، رغم إمكانية تفعيلها في المناطق الناطقة بالأمازيغية، إلا أن المجلس الأعلى للأمازيغ،  رفضه حينها، وهو القانون الذي أثبت مع الوقت أنه من أهم مكاسب الأمازيغ بعد الثورة.

ملاحظات حول مسيرته

  • وُجهت له اتهامات قديمة باستغلال النفوذ في مصنع بوكماش، قبل الثورة، وهي اتهامات لم تُفصل قضائيًا.

  • بعد خروجه من المشهد السياسي، اختفى عن الأنظار تمامًا.

  • توجد تجاوزات أخرى سياسية وشخصية نُسبت إليه، لكن هذا المقام لا يتناولها إلا في سياق علاقته بالملف الأمازيغي.

في الختام

يبقى نوري بوسهمين شخصية جدلية في مرحلة انتقالية معقدة من تاريخ ليبيا، جمعت بين رمزية كونه أول رئيس أمازيغي، وإخفاقه في أن يكون صوتًا فعليًا لحقوق الأمازيغ، بل كان محط انتقاد من داخل البيت الأمازيغي ذاته.
ورغم ما يُثار حوله، فإن الزمن وحده كفيل بكشف الحقائق كاملة، وبتقييم من خدم القضية من موقع المسؤولية، ومن تنكّر لها رغم أنه نُصّب بأصواتها.

وفاة هلال بن أبي قرة بن دوناس اليفرني

حدث في مثل هذا اليوم 17 أبريل 1065، توفي هلال بن أبي قرة بن دوناس اليفرني، آخر ملوك طائفة رندة في زمن ملوك الطوائف، بعد حكم دام ثمانية أعوام، عُرف فيها بحُسن السيرة وحُسن تدبيره لشؤون مملكته، رغم قصر المدة وصعوبة المرحلة التاريخية التي عاش فيها.

أصله وسيرته

  • ينتمي هلال إلى أسرة بني دوناس اليفرنيين، وهم من أمازيغ نفزة الذين برزوا في الأندلس خلال فترات متقطعة، وكانوا قد أسّسوا إمارة رندة بعد تفتت الدولة الأموية في الأندلس.

  • تولى الحكم خلفًا لوالده أبي قرة بن دوناس، وحكم منذ سنة 1057 إلى حين وفاته سنة 1065.

إنجازاته في رندة

رغم قصر فترة حكمه، إلا أن هلال:

  • بنى القصور والجسور والمساجد.

  • حصّن مملكته ونظم إدارتها.

  • وُصف بأنه حَسَن السيرة في رعيته، محبوب لدى أهل بلده، وحكمه شهد شيئًا من الاستقرار النسبي في منطقة شديدة الاضطراب.

نهايته المأساوية

  • كان المعتمد بن عباد، أمير إشبيلية، يطمع في توسيع نفوذه على حساب الطوائف الصغيرة، ومن بينها مملكة رندة.

  • دسّ له جنديًا لاغتياله، واستُهدف هلال في قصره وهو غير مسلح.

  • وعندما واجه الهجوم المفاجئ، اضطر إلى القفز من شرفة قصره العالية، ليفر بحياته، لكنه ارتطم بصخرة أسفل القصر، وتوفي في الحال.

ما بعده

  • بسقوط رندة، ضُمّت إلى أملاك بني عباد، واستمرت حركة التوسع إلى أن تم القضاء على ممالك الطوائف لاحقًا على يد المرابطين.

  • يُعد هلال بن أبي قرة أحد الملوك الأمازيغ القلائل الذين حكَموا في جنوب الأندلس في فترة الانقسام السياسي، وتُظهر سيرته كيف استطاع بعض القادة الأمازيغ أن يجمعوا بين الحُكم الصالح والعمارة والإدارة، حتى في أكثر الأزمنة اضطرابًا.

رحم الله هلال اليفرني، فقد كان نموذجًا لحاكم عادل، عُرف بالعمران والتدبير، وخُتمت حياته بمأساة اغتيال سياسي في زمنٍ مضطرب.